فضل الصدقة

لقد جعل الله أوجه كثيرة للخير منً بها سبحانه على عباده. لتكون حافزا لسباق الخير ابتغاء فضلاً منه ورضواناً, والصدقة باب واسع عامر منها. قال تعالى:” ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾(25)” سورة المعارج ، نصيباً مقرراً لكل محتاج .

أن مال الإنسان ما هو إلا كما روى عن أبو هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يقول العبد : مالي . مالي . إنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى . أو لبس فأبلى . أو أعطى فاقتنى . وما سوى ذلك فهو ذاهب ، وتاركه للناس). وإن ما يقدمه في حياته هو أحسن الذخر له يوم القيامة .

في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :”أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ،قالوا يا رسول الله ،مامنا أحب إلا ماله أحب إليه،فال:فإن ماله ما قدم،ومال وارثه ما أخر “. و هذا أن مال الإنسان الذي يبقى بعد موته يكون في ملك الوارث لكن ما ينفقه من ماله و هو حي يجده يوم القيامة.

و إنها دليل عظيم للإيمان . و الإخلاص فيها واحتسابها عند الله منقبة يرتجيها ( يوم لا ينفع مال و لا بنون(88)إلا من أتى الله بقلب سليم ) (89)سورة الشعراء .

ويوم الحشر تكون الصدقة لصاحبها ظلا ً من حر ذلك اليوم مما رواه عقبة بن عامر و صححه الواعدي عن الرسول صلى الله عليه وسلم :” كل امرئ في ظل صدقته, حتى يفصل بين الناس أو قال يحكم بين الناس “.وأنها تطفئ غضب الرب وأنها أحب الأعمال إلى الله، ،و حجاب عن النار

و أي شيء خير منها مطهرة للمال والأعمال من عبد لم يبغي بها إلا وجه الله ؟

و مما رواه أبو أمامة الباهلي وحسنه الألباني قول الرسول صلى الله عليه و سلم : (داووا مرضاكم بالصدقة . ) و هي سبب لزيادة الرزق ونزول البركات قال تعالى : ( يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ) (276)سورة البقرة. فأي شيء خير من عمل يوجب المثوبة و المغفرة و الشرف فضلا عن الشفاء و زيادة الرزق.

فيالها من عبادة هي أفضل صنائع المعروف يغفل عنها الكثيرون.